Page 107 - 2015-37
P. 107
وياحظ أن مؤسسة المحضرة لم تكن ظاهرة شنقيطية -أي خاصة بمنطقة شنقيط
-كما يبدو من خال كتاب الخليل النحوي ،ولكن الباحث يعتقد أن تلك المؤسسة كانت
نتاجاً للظروف الموضوعية التي شهدت انتقال العلماء والفقهاء من المدن إلى اأرياف في
كامل أنحاء باد السودان الغربي -إن لم يكن في معظم المناطق اأفريقية -المحيطة بها
-والدليل على ذلك ااستنتاج أن المؤرخ عبد الرحمن السعدي الذي عاش في نفس الفترة
التاريخية قد ذكر لفظ محضرة أثناء حديثه عن الحياة العلمية بالسودان الغربي( ،)31وهي
أول إشارة عن هدا الموضوع توردها المصادر التاريخية بحسب علم كاتب هذه الورقة .
ثانياً -نماذج من المراكز القروية بالمنطقة وأعامها :
وفي محاولة لتب َيان مجاات التطور في الحياة العلمية في أهم المراكز القروية
بالمنطقة ،وإبراز دور بعض العلماء الذين عاشوا فيها خال المدى الزمني لهذا
البحث ،والذين نالوا شهرة كبيرة ومقدرة علمية أ َهلتهم إلى منح اإجازات العلمية
لطابهم ،ولم يقف اأمر عند ذلك الحد ،بل وصل إلى درجة مشاركتهم في حركة
التأليف في شـتى علوم عصرهم .
وغني عن البيان ،أن ذلك سيوضح الفرضية التي تدرسها هذه الورقة ،وهي تطور
الحياة الثقافية في بوادي وأرياف السودان الغربي خال المدى الزمني لهذا البحث.
وسوف تتم اإشارة إلى نماذج من هؤاء العلماء اأفذاذ حسب توزيعهم
الجغرافي في المناطق ومن أهمها :
-1أزواغ :
تقع في الجزء الشمالي الشرقي من باد السودان الغربي ,أي في الجزء
الشمالي من دولة النيجر الراهنة .
وقد برز بمنطقة أزواغ خال المدى الزمني لهذه الورقة أعام افذاد من بينهم:
الفقيه المجدد /حدا حدا الذوسحاقي وهو كما يظهر من أسمه سليل أحد أسر قبائل
ذو أسحاق الطارقية الشهيرة بالمنطقة ،وقد عاش في القرن الحادي عشر الهجري/
السابع عشر الميادي ،وذلك على رأي الباحث النيجري محمد أحمد الشفيع(.)32
- 102 -