Page 429 - 2016 - Vol. 40
P. 429
النظر إليها كلها بعين الاعتبار ،ولاسيما أن كلاً منها مهما بلغت درجة قوته
له حل ،بل وعدة من الحلول ،كما تحتاج إلى بذل الجهد والوقت والمال،
والتحلي بالصبر والمثابرة ،والتأكيد على أن تطبيق فكر إداري جديد يتطلب
التعريف به ،وتوضيح مزاياه ،على كل أطراف المنظومة ،وإن لم يدرك
المعنيون وجود مزايا حالية أو حتى مستقبلية ،فلن يتغير في الأمر شيء،
وسوف تزداد المقاومة ،وتتجدد طالما لم يوجد تغيير فعلي في واقع أداء الخدمة
التعليمية .أما المعوق الأهم الذي لم ُي ِشر إليه المبحوثون فيتضح في أن نظم
الجودة لم تدعم على المستوى الإداري الأعلى ،أي على مستوى سياسة الدولة
بوصفها منظومة متكاملة ،وملزمة لجميع الأطراف ،وليس بالشكل الذي بدأت
به بوصفها نو ًعا من المشروعات التنافسية بين المؤسسات على تطبيق هذا
النظام ،من ثم بدا الأمر اختيار ًيا ،يرتبط بتوافر الرغبة لدى بعض منتسبي
الكليات ،من ثم بدا وكأنه مرتبط بمصالح فئة خاصة من دون غيرهم ،مما
شكل جان ًبا من المقاومة القوية للنظام.
تحديات نظم الجودة في الكليات المعتمدة :أكد المبحوثون على أن عدة من العوامل
تعوق التطبيق الفاعل لنظم الجودة عامة ،كما تهدد استمرارية الحفاظ على الاعتماد،
وهي كالآتي:
1 .1ضعف ثقافة الجودة ،وعدم الاهتمام بنشرها ،ولاسيما بين الطلاب ،وعدم
اهتمام بعض قادة المؤسسات ،وأعضاء هيئة التدريس بتطبيق نظم الجودة،
ومن ثم عزوفهم ،ورفضهم المشاركة في الدورات التدريبية ،وورش العمل
المختص بها؛ لذا لابد من التخطيط لنظام تدريبي يتصف بالاستمرار ،ودعمه
لتكوين صف ثا ٍن وثال ٍث من الداعمين للجودة.
2 .2عدم وجود نظم مفعلة للمساءلة والمحاسبة بشأن التقصير في أداء مهام الجودة،
وضعف تنفيذ إجراءات الثواب والعقاب مثل :عدم تفعيل نتائج تقييم الأداء في
بعض الكليات ،وعدم تقدير جهود القائمين على متابعة التنفيذ بشكل كاف ،من
ثم لابد من زيادة سلطة إدارة الكلية في تطبيق المسائلة والمحاسبة الخاصة بنظم
الجودة والنص عليها صراحة.
- 425 -